ما هي مهنة التمريض
التمريض مهنة سامية وتعد من أشرف المهن على وجه الأرض ،فالممرض يعمل على تقدم وحفظ حياة الفرد روحيا وعقليا وجسمانيا سواء كان مريضاً أو سليماً ولا يقتصر الاهتمام بالمريض ذاته بل يمتد إلى أسرته ومجتمعه ويشمل ذلك العناية ببيئته وتقديم التثقيف الصحي عن طريق الإرشادات والقدوة الحسنة وهو ايضا عمل يؤدى لمساعدة الفرد في القيام بالأنشطة التي تساهم في الارتقاء بصحته أو استعادتها في حال المرض أو "الموت في سلام وأمان.
التمريض فن وعلم وعمل انساني وخدمة مباشرة تهدف إلى استيفاء حاجات الفرد والأسرة والمجتمع في الصحة والمرض, وإمدادهم بخدمات معينة علاجية في طبيعتها تساعد على بقاء الفرد صحيحا كما تمنع المضاعفات الناتجة عن الأمراض والاصابات
فالممرض هو معلم ومثقف للمريض ، مسؤول عن شرح الإجراءات والعلاجات, فعلى سبيل المثال: يقوم الممرض بتعليم المريض وعائلته كيفية تناول الطعام بطريقة صحية ، وأخذ الأدوية وتغيير ضمادات الجروح ، واستخدام معدات وتجهيزات الرعاية الصحية.
وعلاوة على ذلك, فالممرض يقوم بتوجيه المريض نحو السلوكيات الصحية وتقديم الدعم له في وقت الحاجة. فمثلاً عندما يكون المريض قادر على الاعتناء بجسده فالممرض حينها سوف يقوم بتشجيعه وتعليمه كيفية ذلك أما إن كان المريض لا يستطيع القيام بذلك وحده فيجب حينها من الممرض مساعدته لكي لا يشعر بالعجز وتهتز صورته بنفسه.
تاريخ التمريض
كانت بداية التمريض في بريطانيا، حيث كان هناك العديد من الأطباء يوم أن كان الطبيب رجل عطوف يبحث عن مصلحة المريض فيقدم له أفضل أنواع العلاج والرعاية حتى يتماثل للعلاج ونظراً لحاجة الطبيب لمن يساعده تطوعت النساء الراهبات لمساعدة الأطباء ولم يخشى عليهن من الانجراف خلف شهوات النفس والوقوع في الرذيلة لأنهن راهبات ومعلوم أن الراهبات في الفكر المسيحي يمنحون أنفسهن للدين (الكنيسة) وبذلك فإنهن يترفعن عن الزواج وما يؤدي له .
لذا لم يخشى عليهن من الانحراف الأخلاقي فكانت تساعد الطبيب في شؤونه الطبية وكان الجميع يحبهن لإخلاصهن في العمل ويطلق عليهن بالأخوات كما هو معروف عند المسيحيين وعندما تحررت الدول المسيحية من قيود الدين (الكنيسة) وانبثقت العلمانية ضد رجال الدين فطالبوا بفصل الدين عن الحياة والتوجه نحو العلوم التجريبية نقلوا ثقافتهم القديمة كما هي فصار من ثقافة الطب توفر ممرضات نساء فترتب على ذلك انتشار الرذيلة في الوسط الصحي إلى آخره وعندما انتقلت إلى الدول العربية والإسلامية الطب نقلت معه الثقافة الغربية كما هي طبيب ومريض كشرط من شروط التطبيب.
التمريض في الإسلام
إن هذا العمل الإنساني الكبير، وإن كان يبدو للناس أنه من أعمال النهضة الحديثة، لكنه بدأ منذ زمن بعيد عند العرب حيث كانوا يُطلقون على الممرضات اسم «الآسيات» لأن عنايتهن طالت الناحية النفسية والوجدانية، كما الجسدية، للمريض.
ولمّا جاء الإسلام أقرّ هذا العمل ورعاه وشجعه ، وطُبِّقَ عملياً، فلقد تواترت أنباء كثيرة عن اشتراك أمهات المؤمنين وأمهات ونساء الصحابة وبناتهم رضي الله عنهن أجمعين في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلموا سراياه، وكانت مهماتهن تتراوح بين التمريض، والإسعاف المباشر في ساحة القتال وسط الخيل والمبارزة وإطلاق السهام والنِّبال، ونقل أصحاب الجروح الكبيرة إلى الخطوط الخلفية في الخيم من أجل مداواتهم ونزع السهام، وما يتبع ذلك من تضميد للجروح ووقف النزيف وأحياناً البتر والكَي، بالإضافة إلى حمل قِرَب المياه لسقاية الجرحى وحراستهم وإعداد الأطعمة. وكانت في طليعة الممرضات والطبيبات رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية رضي الله عنها، صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ.
تعتبر رفيدة بنت كعب الأسلمية أول ممرضة في عهد الإسلام. حيث كانت تمرض المصابين والجرحى في الحروب التي يكون المسلمون طرفاً بها. وقد كان لرفيدة خيمة لمداواة الجرحى، ولما أصيب سعد بن معاذ بسهم في معركة الخندق قال النبي أجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده، وتقديراً من النبي لجهودها في غزوة خيبر في مداواة الجرحى وخدمة المسلمين فقد أسهم لها بسهم رجل مقاتل. وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة. قد استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى اشتهر عنها، وعُرفت بين الناس قاطبة. وكان يُطلق عليها (الفدائية) لأنها كانت تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتُسعف المصابين وتُشجِّع المجاهدين.
كما تواتر أنه أقيم لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح، وكوّنت فريقاً من الممرضات حيث قسمتهن إلى مجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهاراً. ولم يكن عمل رفيدة مقتصراً على الحروب فقط، بل عَمِلت أيضاً في وقت السِّلم تُعاون وتُواسي كل محتاج؛ وكانت أول سيدة تعمل في نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا. أما كونها أول ممرضة في الإسلام فليس في ذلك خلاف، فقد ذاع صيتها بين معاصريها في فن الجراحة، لهذا السبب اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلاج سعد بن معاذ رضي الله عنه.
أما الأعجب من عمل رفيدة رضي الله عنها فهو إنفاقها على عملها هذا من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله.
وتقديراً من النبي صلى الله عليه وسلم، كان يُعطي رفيدة حصة مقاتل، كما أعطى المتفوِّقات منهن (قلادة شرف) تقديراً للجهود التي بَذَلْنَها، فعن أميمة بنت قيس الغِفَارية قالت: جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غِفَار، فقلنا: يا رسول الله إنا نريد أن نخرج معك إلى خيبر، فنداوي الجرحى ونُعين المسلمين بما استطعنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على بركة الله». قالت أميمة: فخرجنا معه صلى الله عليه وسلم وكنتُ جارية حديثاً سني، فلما فتح الله لنا خيبر قسَّم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفَيْء، وأخذ القِلاَدة - التي ترَيْن في عُنُقي - فأعطانيها وعلّقها بيده في عُنقي، فوَالله لا تفارقني أبداً. فكانت في عُنُقها حتى ماتت، وأوصت أن تدفنَ معها رضي الله عنها.
كما برز اسم الربيع بنت معوذ التي تطوعت بسقاية الجيش، ومداواة الجرحى ورد القتلى إلى المدينة وأيضاً حمنة بنت جحش التي تطوعت في معركة أحد. وأيضا أم سنان الأسلمية التي تطوعت في غزوة خيبر لمعالجة المحاربين. وقد كان النبي محمد يواجه هذه الأعمال التطوعية التي كانت تقوم بها النساء بالشكر والثناء .
التمريض في الدول الغربية
خلال القرن السابع عشر كان التمريض يمارس في أوروبا من طرف السجناء رجالاً ونساءً على حد السواء. كانت للممرضات سمعة سيئة حيث كنّ ينعتن بالسكيرات ، إلى ان أصبحت فلورنس نايتينجيل ممرضةً. ساهمت فلورانس في تحسين مهنة التمريض بشكل إيجابي حتى أصبح الناس ينظرون لمهنة التمريض بتقدير واحترام .
فلورنس نايتينجيل تعرف باسم "سيدة المصباح"
أطلق عليها لقب "السيدة حاملة المصباح"، لأنها كانت تخرج في ظلام الليل إلى ميادين القتال، وهي تحمل مصباحاً بيدها، للبحث عن الجرحى والمصابين لإسعافهم .
ولدت فلورنس نايتينجيل في بلدة فلورنسا بإيطاليا وكانت من عائلة بريطانية غنية تؤمن بتعليم المرأة وتعتبر نايتينجيل على نطاق واسع مؤسسة التمريض الحديث.،تلقت تعليمها في المنزل على يد والدها. وكانت تطمح بأن تخدم الاخرين وتصبح ممرضة, ولكن والداها عارضاها في البداية, حيث لم يكن ينظر إلى مهنة التمريض في ذلك الوقت بأنها مهنة محترمة . وعلى الرغم من رفض والديها إلا ان فلورنس مضت قدما في طريقها لتعلم التمريض .
قامت فلورنس بتمريض الجنود في الجيش وكان فريقها من الممرضات يرتدون زيا موحدا وواضحا, واهتمت بالنظافة وقواعد التطهير ، ونتيجة لمجهوداتها الرائعة فقد اصبحت بطلة وطنية وحازت على تقدير كبير من الجنود في الجيش, ونالت العديد من الجوائز احداها من الملكة فيكتوريا، وتبرع لها الشعب الإنكليزي بالنقود لتنشئ مدرسة لتعليم الممرضات.
وتعتبر أول من وضع قواعد للتمريض الحديث وأسس لتعليم التمريض ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية في المستشفيات.
وصفت فلورنس نايتينجيل الممرضة في مذكراتها بالصفات التالية :
1- يجب أن تبتعد عن الأقاويل والإشاعات
2- يجب ألا تتحدث عن مرضاها أو أسرارهم
3- أن تكون أمينة على مرضاها
4- لا تتأخر على المرضى عند تنفيذ طلباتهم حيث أنهم يضعون حياتهم بين أيديها
5- أن تكون دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة حساسة لشعور الغير
أسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر جائزة نايتينجيل، وهى أعلى تكريم في التمريض الدولي، عام 1912. وتقدم الجائزة كل عامين .
تعليقات
إرسال تعليق